
حذّر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، من أن المنطقة لن تنعم بالسلام أبداً إذا استمرت إسرائيل في هذا النهج، في حين نبّه وزير خارجيته، عباس عراقجي، إلى «مؤامرة إسرائيلية» تستهدف أمن المنطقة، داعياً جميع الأطراف إلى «التحّلي بالوعي».
وقال بزشكيان، في اتصال هاتفي مع رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، إنه سعى «منذ البداية إلى الوحدة والتماسك داخل إيران، وإلى التعاون والتفاعل مع الدول الأخرى، لكن الكيان الصهيوني، ومنذ اليوم الأول، حاول عرقلة مسيرتنا عبر اغتيال (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس) إسماعيل هنية».
وأكد الرئيس الإيراني أن طهران تعتبر الإمارات «والدول والشعوب الجارة إخوة» لها، مشدداً على أن «الكيان الصهيوني، بدعم من القوى الكبرى، انتهك جميع القوانين الدولية، وإذا استمر هذا النهج فلن تنعم المنطقة بالسلام أبداً».
من جهته، أعرب ابن زايد عن تضامنه مع الحكومة والشعب الإيراني، مشيراً إلى «المصالح والمشتركات العميقة بين البلدين»
وأعلن الرئيس الإماراتي أن بلاده بدأت «اتصالات ومشاورات واسعة لخفض التوترات وإعادة الاستقرار والأمن إلى المنطقة»، معرباً عن أمله بـ«أن تكون النتائج النهائية خيراً وبركة لإخواننا في إيران».
عراقجي: تهديد مباشر للسلم العالمي
وفي السياق نفسه، تلقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اتصالاً من وزير خارجية بولندا، رادوسلاف سيكورسكي، ، التي تتولى حالياً الرئاسة الدورية لـ«الاتحاد الأوروبي».
ولفت عراقجي، خلال الاتصال، إلى «مسؤولية جميع الدول ومجلس الأمن الدولي في وقف هذا الاعتداء ومحاسبة الكيان الإسرائيلي على انتهاكه للقانون الدولي»، مستعرضاً «أبعاد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف البنية التحتية المدنية والمنشآت النووية وأودى بحياة عدد من المواطنين الإيرانيين».
وحذّر من أن «الهجوم العسكري الإسرائيلي على إيران (...) يمثل تهديداً مباشراً للسلام والأمن العالميين»، وكشف عن «مؤامرة إسرائيلية تهدف إلى توسيع رقعة النزاع لتشمل أطرافاً إقليمية ودولية أخرى».
وأشار عراقجي إلى أن «استهداف المنشآت النفطية الإيرانية في الخليج ضمن هذا السياق»، داعياً جميع الأطراف إلى «التحلي باليقظة».
بدوره، أعرب وزير الخارجية البولندي عن قلقه البالغ إزاء تصاعد التوتر في المنطقة، مؤكداً على موقف بلاده الداعي إلى ضرورة «بذل جميع الأطراف المؤثرة جهوداً لمنع تفاقم الأوضاع الأمنية».
قطر تحذّر من تداعيات على الطاقة
إلى ذلك، حذّر رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبدالرحمن، من «خطورة استهداف إسرائيل للمنشات الاقتصادية في إيران»، مشيراً إلى «التداعيات الكارثية إقليمياً ودولياً، لا سيما على استقرار إمدادات الطاقة».
وأعرب عبد الرحمن، خلال اتصال مع ممثلة «الاتحاد الأوروبي» للشؤون الخارجية، كايا كالاس، عن استنكار الدوحة «للانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة، والتي تقوّض جهود تحقيق السلام وتهدد بجر المنطقة نحو حرب إقليمية».
وشدد على «ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخفض التصعيد وحل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية»، لافتاً إلى أن «دولة قطر تبذل جهوداً حثيثة مع شركائها للعودة إلى مسار الحوار بين كافة الأطراف».